ملخص المقال
الطائفية في لبنان جعلت منه ميدانا للصراع الداخلي أو لحساب الغير وحزب الله تختلف أجندته عن الموالاة وتدير الجميع أصابع خفية.jpg)
الطائفية في لبنان جعلت منه مستنقعا آسنا للحروب، وميدانا للصراع الداخلي أو لحساب الغير، فتجد الموالاة أو الأكثرية لهم أجندة في لبنان، والمعارضة لها هوى أيضا تختلف أجندته عن الموالاة، فلبنان لا يكاد يتعافى من الصراع الداخلي حتى تُحاك له مكائد تديرها أصابع خفية، فمن حرب إلى حرب، ومن دمار إلى دمار، وللأسف يشارك في هذا الدمار متآمرون من الطابور الخامس من أبناء الوطن الواحد يحتكمون جميعا إلى شريعة الغاب، وأزيز الرصاص، تتوزعهم الأهواء، ويعانون من شقاق لا نظير له، وتناقضات لا نراها في بلدان العالم، وولاءات تقدّم ما هو خاص على ما هو عام، ومن النادر أن نجد من يعمل من أجل حرية التراب اللبناني بصدق دون النظر إلى مستقبليات الكسب، وإعدادات المكانة واستحقاقات السلاح إلا من رحم ربي.
يرى بعضُ المحللين أن حزب الله يتحرك بشكل انفرادي وخاصة بعد صموده لضربات الكيان الصهيوني وهجوم يوليو تموز2006 على التراب اللبناني، وأنه وصل إلى مستوى "دولة داخل الدولة" ـ بفضل الدعم الإيراني السوري، بالنظر إلى أن قوته العسكرية تفوق قوة الجيش اللبناني.
وإذا كان حزب الله يعلن أنه يسخّر قوته العسكرية وسلاح المقاومة لحماية لبنان من الاختراق الصهيوني، فهو يحمل أيضا هوية أخرى وأجندة أخرى يحاول باستمرار التوفيق بينها وبين انتمائه للبنان، لكن الفشل يطارده في ذلك المسعى، بالنظر إلى ما تقتضيه المقاومة من ولاءات والتزامات مع أطراف غير لبنانية
إيران بالتحديد ومعتقدها الشيعي الاثني عشري الذي يخالف معتقدات أهل السنة في أصولها، بل حزب الله غير مستعد -كما يعتقد- لقبول أهل السنة لا في لبنان، ولا في غيرها لأنّ أهل السنة والصحابة منهم -كما يزعمون- سرقوا الخلافة بدءا من حدث الثقيفة حين أجمع المسلمون على بيعة أبي بكر الصديق ـ رضي الله عنه ـ خليفة للمسلمين، فحزب الله يطمح في إقامة دولة شيعية في لبنان لا وجود للسنة فيها، واحتكاكه بالكيان إنما لأسباب سياسية وإنْ رفع شعارات جهادية لكسب تعاطف المسلمين المسلمين في العالم.
وبين عشيّة وضحاها، يمكن أن تغمس لبنان في أوحال حرب داخلية حين ترتفع وتيرة الصراع للتوجهات والعرقيات، والمذهبية المقيتة، ولكن يبدو أن الذاكرة الجمعية تعي معنى الدمار، ومسلسل القتل، وتدخلات الاستخبارات الصهيونية، وجيش العملاء من الطابور الخامس المتغلغل في الكيان اللبناني.
وآخر الأحداث التي تفضح الداخل اللبناني فرار ضابط في الجيش المخترق صهيونيا إلى الكيان الغاصب فقد كشف مصدر أمني لبناني النقاب في 8 يوليو 2009 عن فرار ضابط بالجيش برتبة عقيد إلى الكيان الصهيوني قبل أسبوع من إعلان ذلك، وأحداث في مثل هذا السياق حيث احتجز عقيدان بالجيش اللبناني في تحقيق بشأن عمليات تجسس لحساب الكيان الصهيوني وأدى ذلك إلى القبض على أكثر من خمسين شخصا! ويعني هذا أن أصابع اليهود تعبث في هذا الكيان الصغير، والذي يشكل نقطة تماس ساخنة مع الكيان الصهيوني.
التعليقات
إرسال تعليقك